(منهج مقترح لتدريس الفلسفة لمرحلة إتمام التعليم الأساسي)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

أستاذ مساعد الفلسفة جامعة عين شمس، كلية التربية، برنامج الفلسفة

المستخلص

أحيانا  لا نحتاج أن نقرأ صفحات مكتوبة على الورق بقدر ما نحتاج أن نقرأ الحياة نفسها، وقراءة الحياة تكون أحيانا أجمل وأكثر تأثيرًا في النفس والضمير من قراءة الكتب. ولن تكون إنسانًا، إلا إذا عرفت كيف تقضى كل يوم من أيام حياتك في البحث عن أسرار الجمال والبحث عن الحقيقة، والسعي نحو الكمال، والتعجب من مظاهر الوجود.
     والجدير بالذكر أن من أهم الاتجاهات الدولية في إعداد المناهج المساهمة في معالجة قضايا ومشكلات المجتمع أن يكون للمنهج الدراسي دور مجتمعي، وأن يرتبط المنهج بخبرات الحياة والبيئة التي يعيش فيها المتعلمون. من هذا المنطلق تسعي هذه الورقة البحثية الي تأسيس منهج مقترح في دراسة الفلسفة لإتمام مرحلة التعليم الأساسي. يهدف الي دراسة الفلسفة التطبيقية المرتبطة بكل قضايا العصر من زاوية تطبيقية. بالإضافة الي التنسيق بين القيم والمبادئ في هذا العصر مع غيرها من القيم السابقة، وتأكيد حرية التفكير وارتباطها بالتسامح العقلي وعدم التعصب وإبراز حقيقة تمتع الإنسان بالحرية باعتبار أن الدين المسيحي والاسلامي دين حرية واعتدال، وإبراز أهمية التمسك بالسلوك الاخلاقي المعتدل من خلال دراسته لمذاهب الالتزام الأخلاقي، واستخدام النظرة النقدية الناجحة في تناول الحقائق بدلا من أخذها كما هي. وتتمثل القيمة التربوية لهذا المقرر في ان الطالب من خلال دراسته للفلسفة التطبيقية ومهارات التفكير الفلسفي والعلمي والنقدي سوف يكون لدية قدرة على التفكير وممارسة الحرية واتخاذ القرار، فضلا على التعرف على مشكلات بيئته وتحليلها ونقدها والمساهمة في اقتراح حلول لها.
     وقد اقترحنا هذا المقرر للتغلب على أساليب وطرق تقليدية في تدريس الفلسفة تعتمد على الالقاء والتلقين من جانب المعلم والحفظ والاستظهار من جانب المتعلم. بينما يقدم هذا المنهج المقترح موضوعات الفلسفة التطبيقية بطريقة شيقة، وتحتوي الدروس على صور وفيديوهات وبنوك أسئلة وروابط الكترونية للبحث والاستقصاء، والعديد من الوسائل والأساليب المستحدثة في دراسة الفلسفة التطبيقية التي سوف تحفز الطالب على عدم الوقوف سلبياً أمام ما يتلقى من حقائق ومعلومات، وإنما يتساءل حولها. ففي ذلك صحوة عقلية كبرى ويقظة فكرية يمكن أن تأتي بأبلغ مما يتمنى المعلم من نتائج، ذلك أن المعلم لا يريد من الطالب أن يقف عند مستوى تخزين المعلومات في ذهنه وإنما يريد منه أن يستخدم التفكير والتحليل والنقد وقد وضعنا اليات وطرق لتحقيق هذه الأهداف من خلال هذا المقرر المقترح.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية